فرحان الحسبان – المفرق

أُنتجت هذه المادة ضمن “ورشة الكتابة الصحفية عن القضايا البيئية وتغير المناخ في العالم العربي” بالتعاون بين شبكة تنمو ومؤسسة جرينش وبتمويل من مؤسسة فريدريش إيبرت. الآراء الواردة في هذه المادة تعبر عن كاتبها وليست بالضرورة تعبر عن الجهات المنظمة والداعمة لورشة الكتابة.

على بعد 20 كم شرق محافظة المفرق، شمال الأردن، تنتشر الروائح الكريهة والأمراض التنفسية قرب مكب الحصينيات، حيث يعاني الكبار والصغار الساكنين حوله، خاصة في حي الزهور، من الآثار الصحية لعدم تماشيه مع الحد الأدنى للمعايير التقنية العالمية لتصميم مواقع مكبات النفايات.

يبلغ عمر هذا المكب نحو 39 عاماً، بدأ كمساحة بعيدة عن الأحياء السكنية في عام 1984، وبمرور الزمن، اتسعت مساحته من جهة، واتسعت رقعة العمران من جهة أخرى، ليصبح المكب مقارباً للسكان ومؤثراً على حياتهم.

يبعد المكب عن بعض المناطق المأهولة، مسافة تتماشى مع المعايير العالمية التي أصدرها البنك الدولي في التسعينات، لإنشاء مواقع المكبات، مثل مخيم الزعتزي للاجئين السوريين الذي يبعد عنه نحو 2.7 كليومتر، لكنه يخالف نفس المعيار في قربه من مناطق أخرى مسافة تصل إلى كيلومتر واحد، كحي الزهور في البادية الشمالية الشرقية في محافظة المفرق.

بحسب تلك المعايير، يجب أن يبعد موقع المكب عن الطرق الرئيسية السريعة نصف كيلومتر على الأقل، والأحياء السكنية نحو 1.5 كيلو متراً على الأقل، وأن يبعد عن مصدر توليد النفايات بمسافة معقولة.

يستقبل المكب أنواعاً مختلفة من النفايات، من عشر بلديات من محافظة المفرق، إضافة إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين، ويعاني الموقع من نقص المعدات والبنية التحتية إضافة لاستقباله الحيوانات النافقة.

احتج أحد الأفراد القاطنين في حي الزهور، قرب هذا المكب، خلال مقابلتنا معه على انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض، مما يشكل خطراً على سلامتهم، ويُؤثر سلباً على الصحة البيئية، إضافة إلى انتشار الأمراض التنفسية، خاصة بين الأطفال، نتيجة عمليات حرق الحيوانات النافقة والنفايات.

مجلس الخدمات المشتركة في محافظة المفرق، ألقى بالمسؤولية على أصحاب الأراضي المحيطة بالمكب، والذين أقاموا بيوتهم بالقرب منه، في ظل “عدم منطقية” نقل مكب بحجمه إلى موقع آخر، إلا أن المنازل التي تم استحداثها بالقرب من المكان حازت رخصاً من البلدية أيضاً، الأمر الذي يطرح تساؤلات بشأن الأسباب التي كانت وراء السماح بقيام هذه الأبنية بالقرب من المكب.

وكشف تقرير لديوان المحاسبة في الأردن، صدر عام 2019، عن أن مكب الحصينيات يقع فوق حوض مياه جوفية تبلغ مساحته 3900 كيلو متر مربع، الأمر الذي يعرض هذا الحوض الجوفي لخطر التلوث، ويخالف الاعتبارات البيئية لمواقع المكبات، حيث يجب أن تكون المسافة بينه وأقرب بئر مياه أو ينبوع نحو 360 م على الأقل.


وأشار التقرير وجود نفايات غير مطمورة في ساحات المكب، واستخدام بعض عمال الفرز الحرق للتخلص من النفايات، إضافة إلى عدم وجود قاعدة بيانات وسجلات، حول كميات وأنواع النفايات، وأعداد المركبات وحمولتها ومصادرها في المكب.

ويساهم في الضغط على مكب ازدياد أعداد اللاجئين السوريين في محافظة المفرق، فيساهم مخيم الزعتري بـ(30) طناً من حجم النفايات اليومي الداخل للمكب، بحسب إحصائيات تعود للعام 2016، كما اشار رئيس مجلس الخدمات المشتركة السابق في محافظة المفرق، وذلك من نحو 205-300 طناً يدخلون المكب يومياً.

الظروف المحيطة بمكب الحصينات توجب على الجهات المسؤولة إعادة تأهيله، إضافة إلى معالجة الآثار الصحية التي يعاني منها سكان المناطق القريبة منه.

المصادر

POSTED BY Saker | أبريل, 09, 2024 | غير مصنف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *